شيخنا الشيخ العلامة ابن باز

شيخنا الشيخ العلامة ابن باز درست على يديه قرابة ثمان سنوات واستفدت من أخلاقه وأدبه أكثر من استفادتي من علمه كان ذا سمت صالح يعلوه الوقار

وكان يتميز بالحلم العجيب حيث يتحمل بعض المداخلات الغريبه من بعض سفهاء الأحلام ويرد عليها بأدب وصدر رحب ويتغاضى عن سوء أدبهم ويتجاهل طريقتهم!

وكان يصبر على الاستماع للأسئله الطويلة والممله مصغيا ومنصتا وكأنه يستمع إلى كلام محكم ثم يرد عليها بكل لطف وهدوء ويصدع بالقول الراجح عنده

وكان يتقبل النقد ويرحب به ويستمع إليه ويقبل النقاش والحوار ويصغي إليه وكأنه يبحث عن الحق بكل جهده فهو هدفه الأسمى ومقصده الأكبر ثم يستمسك به

وكان رحمه الله يتبع القول الراجح بالدليل ويفتي به حتى وإن خالف مذهب الحنابله أو خالف قول شيخه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله

وكان رحمه الله يغير فتواه ويتراجع عنها ويعلن ذلك بدون تردد إذا تبين له أن الدليل الذي استدل به ضعيف أو أن أدلة المخالفين أقوى من دليله

وكان رحمه الله يحرص على مناقشة زملائه العلماء فيعرض عليهم بعض المسائل المشكلة أو المسائل التي تردد فيها أو المسائل التي تحتاج إلى مزيد إيضاح

وكان رحمه الله يحرص على الاستماع إلى جميع الحاضرين من المشائخ بإنصات عجيب ثم يلخص ماذكروه ويعلق عليه ويذكر رأيه الراجح الذي يدين الله به

وكان رحمه الله يكلف بعض تلاميذه بالبحث الموسع لبعض المسائل ليعرضها عليه في الدرس القادم ثم يعلق الشيخ بمافتح الله عليه ويقرر ماترجح لديه

وكان رحمه الله يصحح الأخطاء النحوية والإملائيه والأخطاء في الأسانيد وأسماء رجال السند والأخطاء في المتون والنقولات لبعض أقوال الأئمه

وكان رحمه الله يبتدأ درسه بكلمه (سم)والمقصود بها تفضل ابدأ لنستمع لك ويختم درسه بكلمة(بركه)والمقصود أن المقطع الذي قرأ فيه بركه ثم أدعيه

وكان رحمه الله يجيب على الاسئله بعد الدرس أثناء مشيه إلى السيارة ليذهب إلى الدوام في الإفتاء وأثناء ركوبه وبعد قفل باب السيارة يجيب كذلك

وكان رحمه الله ملازمالقول لا إله إلاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمدوهو على كل شيء قدير بعدصلاة الفجر100مره قبل بدء الدرس رأيته مرارا

وكان ابن باز رحمه الله يتفقد طلابه ويتفقدهم ويسأل عن أحوالهم بالتفصيل ويساندهم ويساعدهم ويشفع لهم ويهش إليهم

وكان ابن باز رحمه الله يعظم شيخه سماحة مفتي عام السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ويدعو له كثيرا بل يدعو كذلك لذريته بالحفظ والصلاح

وكان ابن باز رحمه الله يحترم إخوانه العلماء حتى وإن كانوا أصغر منه سنا بكثير بل حتى ولوكانوا من طلابه في السابق ويقدر اجتهاداتهم وترجيحاتهم

وكان ابن باز رحمه الله يحضر ندوات الجامع الكبير بالرياض كل ليلة جمعه بعد المغرب على مدار العام ويعلق تعليقا نافعا ومختصرا على ماجاء فيها

وكان ابن باز رحمه الله يكثرمن ذكر الله جدا ويكثر من التسبيح جدا ويكثر من الصلاة على النبي عليه السلام جدا ويكثر من قول للهم اهدنا فيمن هديت

وكان ابن باز رحمه الله متواضع جدا لايعرف لنفسه فضل على غيره ممن أسدى إليهم معروفا ولا يتفاخر في المجالس بذكر فضائله ومعروفه على الناس أبدا

وكان شيخناابن باز رحمه الله كريما جدا بل هو من أسخياء العرب ولم يأكل لوحده قط ولم يدخل عليه أحد إلا رحب به ووسع له وأكرمه وأحسن وفادته

وكان شيخناابن باز رحمه الله حريصا على وقته جدا فلم يترك ثانيه واحده بدون ذكر أو دعاء أوإفتاء أواستماع لمعاملات واردة أوإلقاء درس أومحاضرة

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله بعيد النظر يدرك عواقب الأمور ويتأمل كثيرا قبل الإجابة على القضايا والمسائل الكبيرة العامه وأحيانايؤجلهاأسبوع

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله كثير الابتهال إلى الله تعالى أواها منيبا خاشعامتضرعا بين يديه سبحانه يظهر أثرالخشوع على وجهه وصوته وحركة رأسه

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله ينصح لولاة أمر المسلمين بشجاعة وثبات مع صراحه ووضوح وبيان و برفق ولين ولم يكن يحرص على فضيحتهم أوالتشهير بهم

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله كثير البكاء من خشية الله يهتز قلبه خوفا من الله وتسيل دمعته على خده خوفا من نار تلظى ولايرفع صوته بالبكاء

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله رقيق القلب سريع الدمعه يتأثر سريعا بأحوال المسلمين فيظهر على محياه التأثر الشديد ثم يدعو لهم دعاء الصادق المحب

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله يحترم المذاهب الفقهية الأخرى ويبجل الأئمة والعلماء ويعرف قدرهم ويرد عليهم بأدب ولطف ويلتمس العذر لهم عند الخطأ

وكان شيخنا ابن باز رحمه الله يهتم بالصحة ورياضة المشي فكان يمشي قرابة نصف ساعه يوميا إلى قبيل وفاته رحمه الله ويشغل لسانه بالذكر أثناء المشي