البغض والردع من الدين أيضا كما الحب

البغض والردع من الدين أيضا كما الحب !!

يتحدث الكثير من العلماء والدعاة
عن فضائل الحب في الله
وأهميته وفوائده وآثاره وهذا حسن

ولكنهم أغفلوا الجانب الآخر الذي
لايقل أهمية عن جانب الحب
ألا وهو البغض في الله
فقد جاء في الحديث
(أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)

فهما جناحان يطير بهما المؤمن إلى الله
ولايكتمل أحدهما إلا بالآخر
ولايتحقق الإيمان ولايكتمل إلا بتحقيقهما

فمن فعل معروفا وجب علينا حبه لمعروفه
ومن فعل منكرا وجب علينا بغضه لمنكره
حتى يكف أو ينزع عنه

هذا إذا كان المنكر بينه وبين الله

وأما إذا كان المنكر بينه وبين الناس
كوقوعه في ظلم الآخرين أو البغي
أو الاعتداء عليهم أوأكل حق من حقوقهم
فيجب علينا جميعا أن نقوم قومة رجل واحد
بنصحه ومعاتبته فإن قبل فبها ونعمت
وأما إن أصر على بغيه وظلمه فيجب علينا
توبيخه وبغضه وردعه ثم هجرانه
حتى ينصاع للحق
ويرد الحقوق إلى أهلها
والحقوق على قسمين:
حقوق ماديه وحقوق معنويه
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(لتأخذن على يد السفيه
ولتأطرنه على الحق أطرا
أوليخالفن الله بين قلوبكم
ثم تدعونه فلايستجاب لكم)

وهكذا ديننا العظيم
يدعو للايجابية في كل شيء
إيجابية وقوة في الحب والتعاون
وإيجابية وقوة في البغض والردع
حتى يكون مجتمعنا مجتمعا
صحيحا مباركا
سليما سالما من الأمراض الفتاكه
التي تفتك به

ولو أن كل باغ وطاغ وظالم
وجد ثلة من الأخيار الصادقين القائمين بأمر الله
يردعونه ويكفونه عن ظلمه ويوقفونه عند حده
لساد في مجتمعاتنا الأمن والأمان
ولاختفت كثير من المنكرات
ولتضاءل حجم الظلم والطغيان
في ظل تطبيقنا لشريعه الرحمن
قال تعالى
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وأولئك هم المفلحون)
(ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط)
أي قائمين بأمر الله بميزان القسط والعدالة

فاللهم اجعلنا من القائمين بدينك
المقيمين لأمرك المنقادين لحكمك
إنك أ نت القوي الوهاب

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 27ربيع الأول لعام 1436للهجرة

اللهم من قرأها وانتفع بها ونشرها
فاغفر ذنبه وأصلح شأنه وتول أمره