فقه الصحبه!!

في فقه الصحبه!!

في حياتنا
نمر بكثير من العلاقات والصداقات
نستأنس بها ونستمتع معها كثيرا

نتبادل معهم كثيرا من الاهتمامات
ونقضي معهم جل الأزمان و الأوقات

نتجاذب معهم أطراف الحديث
ونبث لهم الشكاوى والآلام والآهات

نستأمن فيها على المشكلات والرزايا!!
ونؤتمن فيها على الأسرار والخبايا!!

ولكن لابد لنا من وقفة جادة مع أنفسنا
نطبق فيها مواصفات الصديق الحقيقي

فأين هو الصديق المخلص؟!
وأين نجد الصديق الصدوق الناصح؟!
وهل التقيتم بصديق وفي شهم كريم؟!
أم هل ظفرتم بصديق تقي نقي
يذكركم بالخير ويشجعكم عليه
ويحجزكم عن الشر ويمنعكم منه؟!

فقد كانوا إذا عدوا قليلا
فقد صاروا أقل من القليل!!

فلا تصادق أحدا إلا بعد تجربته و اختباره

وذلك بأن تعامله بالدرهم والدينار
ثم ترى أمانته والتزامه ومصداقيته

وأن تغضبه حتى ترى ردة فعله نحوك

وأن تطلب فزعته ونخوته ونجدته
ثم ترى مدى مسارعته في مساندتك

وأن تطلب منه التعاون على عبادة جليلة أوعمل خيري يبقى أثره ويكتب لك أجره وثوابه
بعد رحيلك فتنظر في جديته واجتهاده معك!

وبعض الأصحاب عندما تعطيهم مصلحتهم
وتكون غنيا مستغنيا عنهم وعن خدماتهم
فإنهم يحبون قربك وأنسك
ويبتهجون بزيارتك ومجالستك

فإذا احتجت إليهم نفروا منك كحمر الوحش
وتنكروا لك وتنصلوا من الوقوف معك
متذرعين بحجج وأعذار أوهى من خيط العنكبوت
وأحسنهم طريقة من تعاطف معك بالكلام المجرد!!

فلننتق الأصحاب والأصدقاءوالجلساء بعنايه
فإذا ظفرنا بهم فلنحطهم بالحفظ والرعايه

فالمرء يحشر مع من أحب

عن المرء لاتسل وسل عن قرينه
فإن القرين بالمقارن يقتدي

والصاحب ساحب
فاختر لنفسك من يسحبك ويقودك
لفعل المعروف و الخير
ومن يشير عليك بالطريق الأقوم
طريق الهدى والرشاد
فقد قال عليه الصلاة والسلام
(إن من الناس من يقادون إلى الجنة بالسلاسل)

فاللهم ارزقنا الصحبة الصالحة الطيبة المباركه
واجعل صحبتنا لوجهك الكريم وفي سبيلك
وانفعنا جميعا بها إلى يوم نلقاك
يارب الطيبين يارؤوف ياودود

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 21ربيع الأول لعام 1436للهجرة

اللهم من قرأها ونشرها
فاغفر ذنبه وأصلح شأنه وتول أمره