من ذل لله عز بالله!

الخاطرة

من ذل لله عز بالله!

1325 | 07-07-2015

يا عبد الله أناديك وأقول:
كن عبدا لله حقا وصدقا

تذلل لربك ومولاك واعرف قدره
وعظمه تعظيما وكبره تكبيرا

لينكسر قلبك بين يديه
اسجد لربك واقترب منه
فكل سجدة لله ترفعك درجه
لأنك حققت الذل لوجهه سبحانه
فكافئك بأن رفع درجتك ومنزلتك في الدارين

فلن ترتفع بمثل الذل والخضوع لمولاك
ولن يعرف الناس قدرك إلا إذا عرفت قدر ربك العظيم

فكل من ذل لله أعزه الله
وكل من حقق العبودية لله ارتفع قدره وعلا شأنه

وانكسارك بين يدي ربك العظيم
يكسر الغرور في نفسك
ويطهر قلبك من ذرات الكبر
التي لوبقيت في قلبك لمادخلت الجنه
فقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام
(لايدخل الجنه من كان في قلبه
مثقال ذرة من كبر )

والتذلل بين يدي الله يحيي القلب الميت
ويلين القلب القاسي ويقربك من ربك نجيا
وصدق حبيبنا عليه الصلاة والسلام
(وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي)

فكما أن العتاة الجفاة قساة القلوب قد أبعدهم الله وطردهم من رحمته بغضا منه لهم
فكذا عباده الرحماء أهل القلوب الرقيقة اللينه الخاشعه الذليلة لله قد قربهم ربهم منه نجيا
واجتباهم واصطفاهم من بين خلقه
واستخلصهم لنفسه سبحانه
وألقى عليهم محبة منه جل وعز

ويتحقق الذل لله تعالى
بالخلوة مع الله والتفكر في آياته
وكثرة دعائه ومناجاته وخاصة بتكرار
دعاء سيد الاستغفار المعروف المشهور
(اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلقتني...)
ودعاء إذهاب الهم والغم المعروف المشهور
(اللهم إني عبدك ابن عبدك....)

ويتحقق الذل لله كذلك
باستحضار عظمته سبحانه وتفريطك في جنبه
وتقصيرك في حقه عليك

ولن تدخل أيها المؤمن على الله تعالى من باب
أعظم ولا أوسع ولا أفضل من باب الذل له
حتى الملوك إذا أرادوا العز والتمكين
فلابد لهم من دخول باب الذل لله تعالى

وقد اشتهر كفار قريش بالكبر والتكبر
على توحيد الله وعبادته
والتذلل بين يديه فأذلهم الله وكسرهم
(إنهم كانوا إذا قيل لهم لاإله إلا الله يستكبرون)
وقالوا كذلك :
(والله لاتعلوا أستاهنا جباهنا ؟!!)
أي أنهم لايرضوا بوضعية السجود لله!
لأنهم متعاظمين في أنفسهم لايرضون بتوجيه وجوههم لله ولا التذلل بين يدي ربهم

وأما العبد المؤمن فيردد دائما بقلبه ولسانه:
(وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا)
فتوجيه وجهك لله تكون بدايته بالسجود لله
لأنه كما جاء في الحديث
(أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد)
فوجهك الذي هو أكرم شيء عليك
تذله بين يدي ربك بأن تسجد عليه
وكما وصاك ربك سبحانه
(فاسجد واقترب)
ثم أقول لك اسجد وازدد قربا
ثم اسجد وازدد قربا وهكذا وهكذا
حتى تكون أقرب الناس لله

فتدخل على ربك من باب العبودية الخالصه
التي هي التذلل والخضوع بين يديه سبحانه

وعندما تقترب من الله يقترب الله منك
(من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا...)

فالذل بين يديه سبحانه هو العز الدائم لك
أيها العبد المؤمن
ولن يخيب الله تعالى عبدا ذل بين يديه
ولن يقصي الله تعالى عبدا اقترب منه وتقرب إليه
ولن يحرق الله وجها سجد له وتوجه إليه
والشرط في هذا كله
الإخلاص لوجهه وابتغاء مرضاته

فاللهم حققنا بالخشية والذل لك
وأكرمنا بالخشوع بين يديك
وأعنا على الخضوع لشريعتك
والإنقياد لأوامرك كماتحب وترضى
يارب العالمين ياحي ياقيوم

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 14ربيع الأول لعام 1436للهجرة

اللهم من قرأها ونشرها
ففرج همه وتول أمره واكفه ماأهمه

احصائية الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 88
بالامس : 406
لهذا الأسبوع : 718
لهذا الشهر : 2580
لهذه السنة : 22249
منذ البدء : 131660
تاريخ بدء الإحصائيات : 12-10-2011

التواجد الآن

يتصفح الموقع حالياً  11
تفاصيل المتواجدون

تصميم وتطوير كنون