الداء العضال الغل والحقد!

الخاطرة

الداء العضال الغل والحقد!

610 | 07-07-2015

أتعجب والله من مؤمن مجتهد في عبادة ربه
يصل ليله بنهاره قانتا ذاكرا
مصليا داعيا لربه ومولاه

تظهر عليه آثار الصلاح والهدي والسمت الحسن

ومع ذلك تجد قلبه قاسي أسود مربادا
يشتمل على الحقد الدفين

بل يسيطر عليه الحقد وإرادة البطش والانتقام
فيصبح قلبه يغلي تغيظا وغيظا وهو يفور
ويتفتت كبده حرقة وكمدا كالجمل الهائج

لأنه يريد الظفر بضحيته بأي وسيله وبكل ثمن
فيسعى جاهدا للفتك بها فيعتدي ويكذب ويكيد ويخادع ويمكر ويطغى ويظلم
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام
(الإيمان قيد الفتك)
وقال (المكر والخديعة في النار)

وللأسف فإنك تجد الحاقد
لايهدأ له بال ولايقر له قرار حتى يرى ضحيته
قد أصيبت بأضرار جسيمه معنوية وماديه
إما موت أو تلف أومرض أو فصل من وظيفة
أوتشويه سمعة أو تفريق بين أحبة
أو سجن أو رحيل بلاعودة

عندها يبرد قلبه وتهدأ نفسه
حيث وصل لمبتغاه وحقق مناه متبعا هواه
الذي يغضب فيه ربه ومولاه
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
(لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لماجئت به)

فبالله عليكم
هل هذا خلق المؤمن المتمسك بدينه؟!!
وهل هذا هو سلوك أهل النجاة؟!
وهل هذا هو هدي السلف الصالحين؟!

كيف يهنأ لك عيش بهذا القلب المتحجر
بل كيف تتلذذ بالعبادة وقلبك قاسي؟!

أم كيف تذوق حلاوة الإيمان وقلبك مشتمل
على الظلم والعدوان؟!!

وهل تتجرأ أن تلقى الله بهذا القلب الأسود؟!
وماجوابك بين يدي الله عندما لاينفعك ولاينجيك إلا أن يكون قلبك سليما ! (يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم)

إن الايمان بصفائه ونقائه
يمنع المؤمن من الحقد على إخوانه المؤمنين
ويأمره بالحب لهم والتودد إليهم والاحسان إليهم
وإضمار الخير لهم وأن يحب لهم مايحبه لنفسه
من الخير والمنافع الدينية والدنيوية
وأن يكره لهم مايكرهه على نفسه
من الشر والمضار في الدين والدنيا
قال عليه الصلاة والسلام
(لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه)

فيا أهل القلوب المريضة بالحقد!
اطلبوا التشافي والتعافي
من هذا المرض العضال وهذا الداء الفتاك
الذي يفتك بكم قبل فتككم بالضحية
والذي يحرق قلوبكم قبل تحقيق مبتغاكم
ويحيل حياتكم إلى جحيم لايطاق

فتجدون أهل الحقد الدفين والعداوات والبغضاء
يغلب عليهم الاضطراب والتوتر والغيظ والتغيظ
والتهيج والهيجان والغضب والثوران

ويفقدون سكينة الإيمان وزكاة النفس
وصفاء الروح ونقاء القلب
وسلامة الصدر وراحة البال !

فهل ترضى لنفسك أيها الحقود
أن تفوت التمتع بتلك الفضائل الاسلامية العظيمة التي ذكرتها لك آنفا؟!
فأكثر من دعاء ربك مبتهلا متضرعا قائلا:
(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا
ربنا إنك رؤوف رحيم)
فاللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد
وارزقنا سلامة الصدر ونقاء القلب
إنك على كل شيء قدير

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 8ربيع الأول لعام 1436للهجرة

من قرأها ونشرها
فاللهم فرج همه وأصلح شأنه
ويسر أمره ونور دربه

احصائية الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 134
بالامس : 406
لهذا الأسبوع : 764
لهذا الشهر : 2626
لهذه السنة : 22295
منذ البدء : 131706
تاريخ بدء الإحصائيات : 12-10-2011

التواجد الآن

يتصفح الموقع حالياً  9
تفاصيل المتواجدون

تصميم وتطوير كنون