وأتبع السيئة الحسنة تمحها !

جبل الله ابن آدم على الخطأ والنسيان والضعف
(وخلق الإنسان ضعيفا)
حتى تنكسر نفسه ويعلم عيبه ونقصه
أمام كمال الله وبهائه وكبريائه وجلاله

فكل بني آدم خطاء وخيرهم التوابين الأوابين
ولو لم يذنبوافيستغفروا
فكيف يظهر اسم الغفار
ولمن يغفر الله ؟!!
(ومن يغفر الذنوب إلا الله)

إن آدم عليه السلام كان نبيا مكلما و مكرما
ووقع في الذنب بسبب الإغواء
ثم ندم واعترف وتاب وأناب واستغفر واستعتب
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه
إنه هو التواب الرحيم)

فالمؤمن ذو نفس لوامه _وهم أكثر المؤمنين_
يلم بالذنب ثم يلوم نفسه ويتوب منه وهكذا
ثم تغلبه نفسه فيقع فيه ثم يندم ويتوب
وقد قال عليه الصلاة والسلام
(الندم توبه!)

ورب سيئة أدخلت صاحبها الجنه
حيث أحدثت ذلا وانكسارا بين يدي الله
ورب حسنة أدخلت صاحبها النار
حيث أحدثت عجبا بالنفس وزهوا وتيها

ومن أناب إلى ربه و صدق مع مولاه في توبته
بدل الله سيئاته حسنات وأحسن عاقبته ومآله

ومن توفيق الله لك إذا وقعت بسيئة
أن تتبعها بحسنة ماحية
فالسيئة بواحدة
والحسنة بعشر أمثالها

فليس ثمة يوم القيامه بعد رحمة الله
إلا ميزان القسط
الذي توزن فيه الحسنات والسيئات
فيارب رحمتك يوم وزن الأعمال

ونظرتنا للعاصي يجب أن تكون إيجابيه
فمن ذا الذي يسلم من الاثم الظاهر أو الباطن؟!!
ومن الذي يزكي نفسه
فيعتقد بطهارته من العيب والخطأ؟؟!!

وقد جاء في الحديث
(المؤمن مفتن تواب)
تعرض عليه الفتن فيهرب منها حينا
وتنال منه حينا ويقتحمها حينا
وليس له بعد ذلك
إلا الوقوف بين يدي مولاه
باكيا نادما منيبا
وفي الحديث
(المؤمن من سرته حسنته وساءته سيئته)
لأن هذا فيه تحقيق للولاء والبراء
فقد أقع في الذنب إما غلبة أو ضعفا أو وهنا
ولكني أبغضه وأبغض من يقع فيه

فقد سأل حبيبنا عليه الصلاة والسلام
ماالنجاة ؟ فقال:
(أمسك عليك لسانك
وليسعك بيتك
وابك على خطيئتك)

فالخوف والخشوع والخضوع
واالندم والبكاء وقطرات الدموع
هي طريق النجاة يوم القيامه من نار تلظى
كماجاء في الحديث
(عينان لاتمسهنا النار :
عين بكت من خشية الله
وعين باتت تحرس في سبيل الله )

فاللهم تب علينا ياتواب
واغفر لنا ياغفور
وبدل سيئاتنا حسنات
بفضلك وجودك يا باري البريات

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 4ربيع الأول لعام 1436للهجرة

اللهم من قرأها مرارا ونشرها أوأرسلها
فاغفر ذنبه وفرج همه ويسر دربه وتول أمره