ما أحلى سكينة من الإيمان!

قال تعالى ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم)

نعم إن المؤمن الصادق الذي ملأ الله قلبه بالايمان
تعلوه السكينة والهدوء والرضا والاطمئنان

لأنه سكن إلى ربه وركن إليه
وتعلق قلبه به وأحبه من كل قلبه
فاطمأن إلى ذكره ووثق بتدبيره
قال سبحانه:
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

فهو يوقن أن الأمر كله لله
وأن الحكم كله لمولاه
وأن تدبير الأمور بيديه
ومصائر العباد كلها إليه
قال سبحانه:
(ألا له الخلق والأمر)
(قل إن الأمر كله لله)
(إن الحكم إلا لله)

فلماذا الاضطراب؟
وربك قد فتح لك ألف باب وباب!

ولماذا التهيج و الهيجان؟!
وربك بك رؤوف رحمان!

ولماذا الامتعاض والاكفهرار؟!
وربك الكريم معك فكن من الأبرار!

ولماذا الغضب واللجاج وانتفاخ الأوداج؟!
مع أن ر بك يلبي لك
ويعطيك جل ماتريده و ماتحتاج!
قال سبحانه:
(وآتاكم من كل ما سألتموه
وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها)

فاسكن إلى ربك واستشعر قربه وحنانه
ولذ بجنابه والزم عتبة بابه وتعلق بأركانه

واسلك في طريق مرضاته وسبيل رضوانه
ولا تستعجل الأجر و الثواب قبل حينه وأوانه

ولا ترهق نفسك بكثرة التفكير
وفوض أمرك إلى اللطيف الخبير
وردد كثيرا
(وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)

وكن وقت ورود الأخبار المزعجة والأقدار المؤلمه
متحليا بالرضا عن الله والسكينة والسكون
ولا تتسخط على ربك ولا تسيء به الظنون

وكن متهلل الوجه بسام المحيا رابط الجأش
ولا تقل كلاما فيه شطط و لاسخط ولا فحش

لأنك يارعاك الله
موقن بوعد ربك الرحيم لك و للمؤمنين الصابرين
(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون)

فلتعلق قلبك به ولتوجه وجهك إليه
ولتتلو بتدبر وسكينة وخشوع:

(وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا
وما أنا من المشركين@
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي
لله رب العالمين)

فاللهم أنزل السكينة في قلوبنا
وزينا بزينة التقوى و الإيمان
واجعلنا هداة مهتدين مهديين
غير زائغين ولا ضالين ولا مضلين

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 4ربيع الأول لعام 1436للهجرة

اللهم من قرأها مرارا ونشرها أوأرسلها
فاغفر ذنبه وفرج همه ويسر دربه وتول أمره