نعمه كبرى ومنحه عظمى !!

خاطرة (91)
نعمه كبرى ومنحه عظمى !!

يتقلب العبد بين أنعام الله وألطافه مستمتعا بها
يشعر معها بالقوة والوفرة والسعة والراحة والانبساط

ويشكر الله عليها حينا
ثم يغفل عن شكره أحيانا كثيرة

فتستحكم الغفلة على قلبه
فيغرق في متاهة النسيان فينسى ربه الرحمن
ثم يقسو قلبه فيبطر ويغتر ويتكبر

فيرسل الله له رسولا تلو رسول
ونذيرا يتلوه نذير لعله يصحو أو يستفيق!!
يبتليه حينا بالخوف
وحينا بنقص في ماله
وحينا آخر بمرض في بدنه
و يسلط الأعداء عليه أحيانا

إنها رسل الله ونذره وجنوده التي لايعلمها إلاهو
يعطي الله المؤمن بها مهلة
لتصحيح المسار والعودة إلى الله قلبا وقالبا

فإن عاد المؤمن إلى ربه عودة صادقة
وتاب وأناب إلى مولاه وأكثر من ذكره وشكره وحسن عبادته وجد واجتهد في مرضاته وطاعته
فإن الله شكور حليم
يقبل القليل ويشكر عليه
ويضاعفه ويجازي عليه بالكثير الكثير

فما أحلى الابتلاء على من أحسن الظن بربه وأحبه من كل قلبه ووثق بربه وركن إليه
(وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم)
وما أجمل الابتلاء على من جعله
فرصة لمحاسبة النفس وتهذيبها
وتربيتها وتقويمها وفطمها ثم خطمها
وإلزامها بطاعة الله تعالى
وسلوك الصراط السوي المستقيم

فاللهم عافنا واعف عنا
واصرف عنا البلاء وإن أنزلته علينا
فرضنا بالقضاء وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
إنك غفور رحيم رؤوف رحمان

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 24صفر 1436للهجرة