الافتئات على جماعة المسلمين

يظن بعض قادة العمل الاسلامي _وليس كلهم_
أنهم قد أعطوا تفويضا إلهيا بحماية حوزة الدين والتصرف وفق ذلك واتخاذ قرارات عاجلة لذلك
بدون رجوع إلى أهل الحل والعقد وأهل الحكمة والحجى وأهل الاختصاص والخبرة ظنا منهم أن أهل الحل والعقد الذين اختيروا من حزبهم
فيهم الغنية و الكفاية
حتى بنوا على ذلك علالي وقصورا
وانفردوا بالرأي في قضايا الأمة العامة والمصيرية
كإعلان الجهاد أو توقيع اتفاقيات ومعاهدات عامة فبعضهم تصرفوا بعجلة وطيش وأصروا على مايرونه
أو يتوهمونه نصرة للدين وحماية له مع أنه قد يكون في ذلك إدخال للأمة في دوامات لاقبل لها بها

وللأسف فقد صفق لهم الأتباع المتعصبون الذين عطلوا عقولهم
و الغوغاء من الناس الذين ينساقون ورائهم ويشكرونهم عن حسن نية وطيبة قلب
وحسن ظن بهم
انخداعا بالمظاهر البراقة والسمت الحسن
مع ارتكابهم لأحد الموبقات التي تتسبب في تفريق جماعة المسلمين والتصدعات العظيمة في صفوفهم وتنامي الشحناء والبغضاء بينهم وحصول الوهن والتقهقر فيهم
وتسلط الكفار والمنافقين عليهم

وليعلم الجميع أن نبينا الكريم قد حذرنا من أقوام في آخر الزمان سفهاء الأحلام
يفتئتون على جماعة المسلمين ويشقون عصا علمائهم الصادقين ويتسلطون فوق رقابهم

وسبب ذلك إعجابهم بآرائهم عن جهل وكبر وعناد واتباعهم للهوى والمزاج الفاسد
فتتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه

وبسبب حبهم للتسلط لعقدة النقص التي تربوا عليها فإنهم يعوضونها بالدكتاتورية والتسلط باسم الدين
والدين من ذلك براء

ولو أنهم عرفوا قدر أنفسهم وكفوا عن الايغال فيما لايحسنون و رجعوا إلى أهل الحل والعقد والخبرة
لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا
ولكفوا عن أنفسهم وعن المسلمين شرورا مستطيرة

فالواجب علينا جميعا الأخذ على أيديهم
وكفهم ومنعهم عن الافتئات على الأمة
وردعهم عن ذلك وأطرهم على الحق أطرا

فليس بين الاسلاميين وبين الله حسب ولا نسب
وقد قال عليه الصلاة والسلام
(لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)

وإني أوجه نصيحه لقادة الدعوة والجهاد
في كل مكان
ألا يستعجلوا في قطف الثمرة باتخاذهم لقرارات عاجلة وحماسية متهورة في قضايا الأمة المصيرية
فيجروا الأمة إلى ويلات ونكبات يتحملون هم إثمها وتبعتها يوم التناد يوم يقوم الأشهاد

فاللهم ألزمنا كلمة التوحيد والتقوى
وردنا وإياهم إلى الحق ردا جميلا

وكتبه
أخوكم د.محمد شكري حجازي
في 1436/1/26 للهجرة