قل خيرا أو اصمت

اللسان هو العضو الأخطر على الإنسان
لأنه به يدخل الاسلام وبه يخرج منه

وبه قد يصلح أمة بأكملها
وقد يفسد به الأمة كلها!!

فكل كلمة تتلفظ بها فلها أثر كبر أم صغر
وكل عبارة تطلقها فلها تأثير شئت أم أبيت!!

فمن الكلمات مايكون بلسما للروح وللقلوب
ومنها ما يكون كالسم الزعاف للنفوس والقلوب!!

فلنتنبه إلى مايجرح الآخرين فلنتركه
ولننتبه إلى مايؤلم الآخرين فلنتجنبه!!

ولنحذر من زلات وعثرات و فلتات اللسان!

فكم من كلمة أردت صاحبها صريعا وقتيلا
وكم من كلمة أحدثت حسرة وويلا وعويلا!!

وكم من كلمة أججت نار الحقد والعداوة
وكم من كلمة أذهبت عن القلوب الحلاوة والطلاوة!!

وكم من كلمة كسرت قلبا
وكم من كلمة جبرت كسرا !!

وكم من كلمة أحدثت بعد الحب كرها
وكم من كلمة أحدثت بعد الكره حبا !!

وكم من كلمة أحدثت بعد البعد قربا
وكم من كلمة أحدثت بعد القرب بعدا !!

وكم من كلمة أحدثت في الاسلام ثلما
وكم من كلمة رأبت في الأمة صدعا !!

ورب كلمة قالت لصاحبها دعني!!

وكماجاء في توجيه الحبيب عليه السلام:
(وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله
لايلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا!)

ماذا يضرك أن تحبس لسانك
وماذا يضيرك أن تطبق شفتيك !!

وهل أحد يجبرك على النطق والكلام
أم أن هنالك من يعاقبك على الصمت!!

بل أنت من ربى نفسه على الخوض في كل شيء
وإبداء الرأي في كل موضوع وقضية!!

والدخول والتدخل فيما لا يعنيك
وإيذاء من لم يضرك ولم يؤذيك !!

وقد حذرك عليه الصلاة والسلام بقوله:
(وهل يكب الناس في النار على وجوهم
إلا حصائد ألسنتهم)
وجعل المسلم حقا وصدقا من سلم الناس من أذاه
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)
فبدأ بإيذاء اللسان لأنه أشد وأنكى!

فالواجب علينا جميعا
ضبط اللسان وتقليل الكلام ما أمكن
والبعد عن الخوض فيما لايعني

وإشغال اللسان بالذكر والدعاء وقراءة القرآن
في كل حين وآن وعلى كل حال وفي كل زمان

فاللهم طهر ألسنتنا من الخوض باللغو والباطل
و حلها باللهج بذكرك قياما وقعودا وعلى الجنوب

وكتبه أخوكم
د.محمد شكري حجازي
في 1436/1/16