التعلق بالله هو طريق السعد

أدركت أن التعلق بغير الله
هو مفتاح الهلاك والخسران

فتشبثت بربي ومولاي
و تعلقت بخالقي وحبيب قلبي

فشعرت بألطافه ورحماته تسري في حياتي
وسعدت بقربه وحنانه ورأفته بي

فهو أرحم بنا يامعشر البشر
من رحمة الوالدة الرؤوم الحنون بولدها

وهو ألطف بنا من كل لطيف
وأرأف بنا من كل رؤوف

فيامن تبحث عن الرحمة واللطف والحنان
في زمن القسوة والجفوة والجحود والنكران

استشعر قرب ربك إليك ومعيته لك سبحانه

و عامله تعالى بحسن الظن به

واقترب إليه بالطاعات
ليقترب منك بالرحمات

وتحبب إليه بالخلوات
ليكون وليك في الجلوات

وحببه إلى خلقه بالاشادة بفضله وذكر آلائه ونعمائه
ليكتب لك القبول والحب في قلوب عباده وأوليائه

وكن دوما منيبا إليه منكسرا بين يديه
مائلا بقلبك وقالبك من سواه إليه

متجافيا عن دار الغرور
منيبا إلى دار الخلود

ماذا تظن بربك؟!
والله ما خلقك ليشقيك
ولا ابتلاك إلا ليعافيك
ولا حرمك إلا ليعطيك
ولا فتح عليك أبواب الخيرات إلا ليجازيك
ولا أضلك يوما ما إلا إلى سبيل الرشد ليهديك

فلن تستشعر وتتذوق لذة نعمه
إلا بعد أن تنجو من سابق نقمه

حتى تعلم أن الملك بيد الله وأن الأمر كله لله
وأن الله يقلب الأمور كيف يشاء
وأنه يسوقها ويصرفها إلى حيث شاء

فليس لك من الأمر شيء إلا الرضى والتسليم
وليس لك في حكمه شرك ولامنازعه ولاتقسيم

فهو سبحانه فوق مايصفه الواصفون
وهو سبحانه لايسأل عما يفعل وهم يسألون

فلنبتدأ من هنا ولننطلق من جديد
ولنحسن التعلق بالله الفعال لمايريد

وصدق حبيبنا عليه الصلاة والسلام
إذ يقول:(من تعلق شيئا وكل إليه)

فاللهم علق قلوبنا بك
واجعلنا أواهين منيبين إليك
وخذ بأيدينا وقلوبنا إلى كل خير

وكتبه
أخوكم الداعي لكم بكل خير
د.محمد شكري أحمد حجازي
في 1435/11/21 للهجرة
الموافق 15/سبتمبر 2014م