بين القسوة والانسانيه
الخاطرة
بين القسوة والانسانيه
قسوة الزمان قد يتحملها الانسان حينا بعد حين
وقد يتجرع غصصها زمانا بعد زمان
ولكن قسوة الإنسان على أخيه الانسان
لا طاقة لنا عليها ولا قبل لنا بها!
فمرارتها كمرارة العلقم
وألمها كألم الشوك في الحلق!
لأنها صدرت من إنسان من لحم ودم!
إن الإنسان سمي إنسانا
لأنه يأنس بأخيه الإنسان
ويتجاذب معه أطراف الحديث مستبشرا
ويعيش في كنفه مطمئنا
وينجذب إليه مستكنا
إن الله خلق الانسان وفضله على سائر مخلوقاته وجعله سيد المخلوقات وأكرمها
حتى يقوم بحق إنسانيته ويحققها
إن الإنسانية الحقة
تقتضي الحب والود واللين والوئام
والسكون والأمان والاطمئنان والانسجام
فهل حققنا معنى الانسانية؟!
أم أننا أصبحنا وحوشا كاسرة!
ينهش بعضنا بعضا!
حتى يقطعه إربا إربا!
فيروي عليله ويشفي غليله!
يعلو نظراتنا الحقد والغل والانتقام
وتعلو وجوهنا القترة والاكفهرار والظلام!
نظرات بعضنا ولحظاته غريبه
وحركاته وتصرفاته مريبه!
قلبه أسود كالكوز مجخيا!
لايعرف معنى للحب ولا اللطف ولا الرحمه
ولا يدرك من معاني الانسانيه شيئا
الا الحقد والغل والتشفي والنقمه!
فماذا أبقينا من إنسانيتنا
وماذا أبقينا من مبادئ ديننا
إن معنى الانسانية هي أن تعيش إنسانا
بمعنى الكلمه أي أنك تحمل قلب إنسان
وأن تبقى محافظا على فطرة الله السويه
التي فطر ك وفطر سائر الناس عليها
لا تبديل لخلق الله القويم
ولاتبديل لكلمات الله التامه
وأن تتخلص من الرعونات المستحدثه
والوحشيه الطارئه التي حولت الانسان
الى سبع ضاري مفترس
فلا تقبل ياأيها الانسان أن تعيش في غابه
يأكل فيها القوي الضعيف
ويتحكم فيها الجبار بالمستضعف
تسودها الفوضى ويغشاها الاضطراب
لأن خلاص البشرية جمعاء
في الرجوع إلى إنسانيتها الحقه
لأنها ستقودها حتما إلى الدين الحق
دين الفطرة والانسانيه الذي ارتضاه الله سبحانه
للبشريه جمعاء ليعيشوا بسلام
وصدق الله إذ يقول:
(فطرة الله التي فطر الناس عليها
لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)
فاللهم ياربنا ردنا إلى الفطرة السويه
واجعل نفوسنا راضيه رضيه سويه
وجنبنا واصرف عنا كل فتنه وشر وبليه
وكتبه
أخوكم الداعي لكم بكل خير
د.محمد شكري أحمد حجازي
في 11 من ذي القعده لعام 1435 للهجرة
الموافق 7 سبتمبر لعام 2013ميلاديه
لو أردتم نشرها في المضافين عندكم والمجموعات
فهي مناسبه إن شاء الله
جديد الخواطر
القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
التواجد الآن
يتصفح الموقع حالياً 5
تفاصيل المتواجدون